إن من أعظم ما امتنَّ الله به على عباده أن يسَّر حفظ هذا القرآن كلام الله الذي
بين أيدينا ، ولكن لمن كانت نيته خالصة في ابتغاء مرضات الله والرِّفعة في
الجنة ، من أجل ذلك دأب الأولون والآخرون على تحفيظ أبناءهم من الصغر
لسهولته في ذلك الوقت ، وقبل أن يزدحم على الابن أعمالٌ أخرى تعيقه عن
التقدم فيه وقد قيل وصدق القائل ( الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر ) ،
وأريد هنا أن أبين بعض الوسائل التي ترغِّب أبناءنا في تلاوة القرآن وحفظه ،
وهي كالتالي :
1 النية الخالصة : فالوالدان وقبل إنجاب الأبناء يدعوان الله أن يهبهما ابناً
صالحاً يحفظ القرآن ، فإذا جاء الابن وكبُر ، سَعَيا بكل طريقة لإتمام هدفهما
في تحفيظ ابنهما للقرآن وأزاحا عن طريقه كل عائقٍ يعوقه عن هذا الهدف ،
كيف لا والجزاء تاجٌ عظيم يلبسانه يوم القيامة ، كيف لا وهما يُنجيان ابنهما من
النار ومن عذاب القبر ويكونان سبباً في رفعته في الجنة ، تلك والله هي النية
الخالصة التي لا تشوبها شائبة والتي نتمنى من كل أبوين أن يجتهدا في
تحصيله .
2 تلاوة القرآن وسماعه أمام الابن فترة الحمل وبعد الولادة وحتى بلوغه
الثانية من عمره مما يساعد على ذلك ، فالابن يكون قد سمع كلام الله لفترة
طويلة مما جعل الذاكرة ممتلئاً بكلام الله وأكثر ما يرسخ في ذاكرة الطفل ما
جاء مُلحَّناً من الكلام ، ثم بعد ذلك يعينانه على التلفظ ببعض آيات الله القصيرة ،
ويتدرَّجان معه حتى يصبح لسانه قد تعوَّد على قراءة القرآن ، وقلبه مليء بنور
وهدى كلام الله .
3 العطايا والهدايا من أجمل ما يعين الوالدين في ترغيب ابنهما للقرآن ،
فعندما يحفظ الابن ولو مقداراً قليلاً في البداية فإن الأبوين عندما يكافآنه عليها
تكون النتيجة أن الابن سيرغب في حفظ المزيد من الآيات والسور ، وأحذر من
الإكثار من العطايا فإنها إن زادت عن المطلوب فإن فاعليتها سوف تزول من
قلب الابن .
4 عمل بعض الجلسات القرآنية على مدار الأسبوع ولو يوماً أو يومين ، يُتداولُ
في هذه الجلسة قراءة شيء من القرآن أو دراسة فضائله وربطه بدخول الجنة
والنجاة من النار ، وكذلك عمل بعض المسابقات القرآنية كالأسئلة وأجمل تلاوة
ووضع مسابقة لمن يحفظ أكثر من غيره خلال أسبوع أو شهر ، وهناك أفكارٌ
لمثل هذه المسابقة لمن يرغب فيها يكون عن طريق المراسلة .
5 إحضار استيريو خاص للابن مع ميكرفون : لأن هذه الوسيلة محبَّبة لدى الأبناء
، فكلٌ يرغب في سماع صوته من خلال مكبرات الصوت ، فتجد أحدهم يرفع
صوته وترى الآخر يقلد أحد القراء وهكذا ، ولكن المهم أن الابن يجب أن يكون
عنده علمٌ بأنه لا يستطيع استعماله إلا في قراءة القرآن