لمن لا يعرف قيمة المرأة؟
لقد أهدت المرأة إلى الحياة جواهر ثمينة من غالي الصفات، لا يعرف قيمتها بعض الرجال إلاّ من رحم الله،
لأن بعضهم لم يحسنوا قراءة عبقرية أنوثتها، والتفكر في شموخها، ورسمكبريائها، لأنها لوحة أجمل من الفتنة، وأعذب
من الفكرة، فهي ينبوع لحنان نادر،أكبر من الوصف، وأغلى من المدح،
فهي عاصمة الخيال الجميل، في ميدان روعةالحياة.
والمراة دائما تجدها تبحث عن الأجمل، لأنها تعرف قدرها :
(المرأة والحزن)
للمرأة مع الحزن صفحات، وللحزن في حياةالمرأة قواميس ومجلدات، وأنظر إلى المرأة كيف تمسك بأناملها ذاك القلم ، وكأنهسلاح لها ضد كلحزن يجابهها، لتقتل وحدتها، وتعيش حزنها على أوراق الذكريات،بصفحاتمضيئة عبر الزمن، فهي تجيد صناعة الكلام بعناية، وتختار الكلمات عن قصد، لتغرز حروفها في قلب كل حزن يجابهها، لتتعمد قتله ولو .. للحظات، مع سابق
الإصرار والترصد، ليستقبلها الإبداع، وليرحب بها الإمتاع، فيتيه الشعر هائمافيفكرها، لأنها أثبتت عبقريتها في بحوره، واستوطنت قوافيه، لتكسب جمهوره، لتعيش أكثر من الشعر نفسه، لأنها أصابت كبد المعاني بقلمها، فقد أوجزتالأقوال، لتصادقها كل الأفعال .
[المرأة والحب]
لا يعيش الحب بدون امرأة،لأن الحب يعرف المرأة، فهي رقيقة المشاعر، جميلة الإحساس، والحب هو أرق كلمةفي دفتر الوجود، وأغلى حرفين
في قاموس الحياة، لأنه صلة روح بروح، ورفقة قلبإلى قلب، فالحب لا يستغني أبدا عنها، لأنها هي من أوجدته، وهي من سحرته، وهيمن فتنته، فهو يعرف أنه بدونها سيطرد من القلوب، لأن قصور القلوب هي المرأة، ولكم انبهر هذا الحب من حكمتها، ولكم خاف من غضبها، ولكم تعجبمن صبرها، لأنه قد أيقن بعد نظرها، الذي ترجم له إخلاصها، ليشهد ها هذاالحب بوفائها،لأن الحب هو قتيل العيون، ولكن أي عيون .. إنهاعيون المرأة التاريخية الجمال، والباسقة بالحنان، لغتها الدموع، وسحرهاالصمت، ونظرتها هي الإبداع.
(المرأة والوفاء)
للمرأة مع الوفاء حديث طويل الأيام،وللوفاء مع المرأة منزل يتجدد في كل يوم، لأن المرأة أدهشت الوفاء بمعانيهاالفائقة، فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة،
تفرد بها الزمان على أبجديته،فالمرأة تفوقت بوفائها لثراء تجربتها، ولقوة موهبتها، ولصدق محبتها، وصحةقلبها، وجلال رثائها، وانظر إلى القلم كيف تمسكه أناملهالتعزف أنشودة وفائهاعلى نهر أوراق الخريف الماضي، والذي تتساقط أوراقه على ميادينالثقافة في كلبحر، وفي كل مكان.
(المرأة والصمت)
للصمت مع المرأة حكايات، هي بطلة للروايات، تجعلك حائرا في طبعها،
في الوقت الذي تجبرك على احترام صمتها، تمر من حولهاأزمات طاحنة ..
وتجدها صامته، وتأتي عليها الكرب الساحقة .. وتجدها صامتة،وتزورها
كل يوم البلايا الماحقة .. وتجدها صامتة .
حيرت الزمن، وأسرت الدهر، وكأنك تسمع صمتها .. ، لأن قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام، فهي تقرأالحياة بمعناها، من بدايتهاإلى أقصاها، فروحها تنصهر بمعاناتها، وتذوبأحشاؤها لمأساتها، إن قضيتهاالدموع، ولغتها الخالدة .. الصمت، لأنها تعرفأن الحياة دائما تضيقبأعدائها، لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة، لا ينفعهاكلام، ولا يبكيها فؤاد،ولكن هذه المرأة تعرف أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرةالأجيال، ونقشت
كبرياءها في ضمائر البشر .
(المرأة والجمال)
الجمال مخلوقمن المرأة، لأنه هائم في شخصيتها، متوقد لصنفها،منبهر لصفاتها، لقد وجدهذا الجمال ضالته في المرأة، وكأنها في يده كقطعة
من الشهد، مثل زلال بارد منمعين صافي، فيقلبها تقلب الدرة في اليد، والفكرة
في القلب، لأنها خاطرة رائعةقد سكنت وتربعت على عرش الجمال، فقد تأملهاهذا الجمال، فوجدها ساحرة زمانه،وفاتنة لوحاته، وآسرة لريشته، فقد سافر الجمالمع المرأة، فاكتشف في رفقتهاأنها مبدعة في عالمه، ممتعة في بحوره، تبحث عنهولا تنساه، وإذا غاب عنهاسألت عنه، فاندهش هذا الجمال لوفائها، ليقولها كلمة تدلعلى هزيمته، وشهادةتستحق صراحته، وتسحق هندامه، حينما قال : المرأة ..
أجمل من الجمال نفسه،لأنه علم وعرف أن المرأة محلقة في سماء الإمتاع، تنشد الإبداعفي كل مجال،ليقوم الجمال ويعطي المرأة قيادته، فتأخذ لجام خيله، لتسابق الزمن، باحثةعنالأجمل .
نعم هكذا سحر المرأة في طبيعتها وأنوثتها، وألهبت أشوق في تتبع غرامها، لأنها امرأة فوقالحروف، وأغلى من الكلمات، فهي ناصعة البيان، عالمة بفنونالإنسان، تعرف طباع الحرمان، وتتذوق عسل العنفوان .
(المرأة والحياة)
المرأة هي قصيدة الحياة، ومدرستهاالخالدة، لا تعرف الحياة إلاّ بحياتها، لأن المرأة هي طعمها الشاهد، وعسلهاالباقي، فالحياة تعرف المرأة جيدا،لأنها زميلتها في مدرستها، وتلميذتها فيكتابها، وقلمها في كتاباتها .برعت المرأة في منهج الحياة، لتكون مكانتها قويةلامعة، وحسنها فياض قوي الأسر، لأن براعتها تمكن في استهلالها، وإشراقةعنوانها، وكأنها على هامة الحياة تاجا مرصعابالذهب والأرجوان، لتحطم أعداءالجمال من محيط الحياة إلى خليجها، لأنها تنسف أقاويلهم، وتقتل أفعالهم،فسلاحهم الكلام الكاذب، والفعل الدنيء، وسلاحها هو الضعف، نعم ضعفهاالذيأدهش علماء النفس، وأساتذة علم الإنسان، لأنها تحاربهم بضعفها، لترحب الحياةبانتصاراتها على ميادين الأرض الواسعة، لأنها مدرسة الأجيال، وعلم من أعلامالحياة، يرفرف على هامة الدهر .الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيبالأعراقي .
(المرأة والتفوق)
تفوقت المرأة في كل أطوار الحياة، فلانسمع بيت شعر إلاّ والمرأة عنصر أساسيفي بيته، ولا نعرف مجالا من مجالاتالحياة إلاّ والمرأة تقف على عنوان المجالات الرائعة، والأعمال النافعة، لأنهاموهوبة بالفطرة، فرضت أنوثتها على الزمن،لتسمع لها أذن الدهر، حتى الأعمىالذي لا يبصر، قد سحره قوة ذيوعها، ومساحةلموعها، فهو قد أنصت لإبداعها،واستمع لإمتاعها، فالأيام تبحث عن تفوقها، والسنينتفيض شعرا لمحبتها، وعلورفعتها، فقد خطفت الأضواء، ببراقة سريرتها، ومطلعأحاديثها، لأنها عنوانالنجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة، وقديما قالوا:
وراء كل رجل عظيم امرأة، شهادة من الزمن، وبرقية شكر من الدهر، ورسالة
تودد وتلطف من كل إنسان يبحثعن النجاح، لأن النجاح هو المراة نفسها، فلتفوقهاذيوع، ولموهبتها سطوع،ولعبقريتها نبوغ .
(المرأة والدموع)
الدموع لغة المرأة، تطرق سمع الإنسان،لتصل إلى القلب، لأنها تختار
دموعها بعناية فائقة، وترحل مع همتها محلقةمسافرة، فتبدأ دموعها ضعيفة،
إلى أن تحتفل برشاقة عيونها، وحلاوة رموشها،لأن دموعها ساحرة .. شاردة ..
سائرة على ديوان الزمان .
تعاتبنا بتفجع،وتحاكينا بتوجع، وكأنها تتقطر عسلا، أو شهدا مصفى، تعاند بكلمة، وتصافحبدمعة، وترضى ببسمة، وتغازلك بحكمة، ألا وهي حكمة الدموع ..
فأي قلب ساكنبين جوانحها،
فالمرأة تمزج الحب مع الحكمة، لأن ألفاظها سهلة على اللسان،راقية في منزل الفكر، ترعى الوداد، وتبكي بكاء الأبطال، فدموعها حارة،وعواطفها مؤلمة، ونكسة بالهاعظيمة، فمعاناتها تحترق، وآلامها تلتهب، ونياطقلبها تتقطع، تريد قلبا تبث إليه لهيب
صدرها، ونار وجدانها، فنفسها تذوب معأول قطرة لدموعها، فتطير إلى مرتبة الكمالـ لأن الحسن يعشق دموعها .
(المرأة والأخلاق)
عبقرية المرأة تكمن في أخلاقها، لأنللأخلاق في حياة المرأة صفحات،وللمرأة مع الأخلاق أخوة نادرة، وزمالة سائرة .
فالمرأة خبيرة بالأخلاق، بصيرة بمذاهبها، مبحرة في حقائقها، لأنها لا تعرف
خيانة الضمير، بل كل همها هي ظاهر الأخلاق كيف تعم في ساحات الأرض كلها ....
فهي تكتم أخلاقها في داخلها، لكي تقذفها إلى قلوب البشر فتأسرهم، وترميهاإلىعقولهم فتسلبهم، فهمها نشر الأخلاق الفاضلة في قلوب البشر، لكي يعم الخلق
الحسن في أطراف زمانها، وأركان دهرها، لأنها أعرف البشر بمعانيها،فعواطفهاتجاه أخلاق البشر مكبوتة، فكأنها تريد من قلبها أن يغادر بعيدا عنها،لكي ينشر الخلقالحسن في مساحة أكبر من ميدانها .
في الختــــام
لم تكتب هذه الحروف لتلك المرأة التي تتزينلتعطر هندامها، لتلبس فتنتها،
فتتجول في باحات الأسواق، بحثا عن شاب جذاب،وعاشق كذاب ..
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي ترفع صوتها على والديها، ولاتحترم عائلتها، لأنها لم تحترم نفسها، فكيف تحترم غيرها .
لم تكتبهذه الحروف للمرأة التي تبحث عن إثبات نفسها على حساب غيرها، لتقتل كبرياءهمانتقاما لنقص في نفسها لتكمله بأية طريقة .
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التيأحرقت عباءتها، لتلبس زيف الحضارات
المتقدمة، وتتجمّل بزخارف معتقدات موهومة .
إن هذه الحروف كتبتها لتلك المرأة المعتزة بدينها، المحتشمة في لبسها،والفاتنة بفكرها، والشامخة بقلمها، تلك المرأة التي لا ترضى بالعبودية مهماكانت، لأنها ليست صريعة الشبهات، ولا أسيرة الشهوات، مميزة بنفسها، متميزة
عن غيرها، فهي لا تعرف المصاعب، لأنها تعرف إدراك المقاصد، نادرة المثال،ليست نسخة مكررة، من باقات الأسواق، وليست عملة مزيفة من هاويات القلوب،لهاطموح يحطم الوجود، ولها روح تأسر كل موجود، تلك هي رائعة الوجود في هذه الحياة، وحفظ الله صديقنا الجمال حينما قال : المرأة أجمل من الجمال نفسه، نعم هذه هي المرأة، شموخ بجموح، وكبرياء بإعتلاء، وعنفوان ثمين .. ثمين